نبض اليراع نبض اليراع
twetter
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

صناع الموزون في المهجر

الشريف محمد غلام

الشريف  / محمد غلام ـ في المدينة المنورة

تعريف :
هو الشريف محمد غلام بن الشريف محمد الفخيم بن الشريف محمد غلام  احد العلماء الأعلام الذين قدموا إلى المدينة المنورة في نهايات  العقد السابع من القرن الربع عشر الهجري ، ينتهي نسبه إلى الإمام الصوفي والفقيه الحنبلي الشهير سيدي عبد القادر الجيلاني رحمه  الله .
لا يَعْرِفُ ابنُه الشيخُ محمد الفخيم ( مدرس القرآن بحلقات التحفيظ في مدرسة دارالفتح سابقا )  تاريخَ ميلاد والده ( الشريف محمد غلام ) إلا أنه يقول إنه توفي وهو في حدود العقد السابع من عمره سنة (1396هـ) وعلى هذا يمكن تقدير تاريخ ولادته بأنها كانت في حدود منتصف العقد الثالث من القرن الرابع عشر.
 وعلى عكس تاريخ ولادته الذي لا يعرف فإن مكان الولادة معروف حيث ازداد الشريف محمد غلام في منطقة (الرقيبه ) في ولاية العصابة حاليا ، ثم أمضى فترة من العمر عند أخواله أخذ فيها القرآن وبعض المعارف الدينية في تلك المنطقة المكتظة بمدارس القرآن والفقه في ذلك الزمن ، ثم انتقل إلى مرابع والده في أرض (الكبله) حيث كان بعض أفراد عائلة أبيه هنالك ، وبعد أن أخذ عن بعض المشايخ في المنطقتين الرقيبة والكبله تزوج في منطقة أبيه ،  ثم انتقل كعادة شباب المنطقة آنذاك إلى السنغال للعمل في التجارة ، ولكن حنينه إلى الديار المقدسة لم يمنحه الفرصة الكافية ليكون أحد كبار التجار في المنطقة ، فارتحل عبر وسائل النقل المتوفرة آنذاك كالقطار تارة والسيارة تارة أخرى  صوب الحجاز حيث أمضى بقية عمره في المدينة المنورة .

الشريف محمد غلام  شاعر إصلاحي :

يعتبر الشريف محمد غلام من العلماء القلائل الذين اهتموا بالأدب الحساني وعولوا عليه كثيرا في نشر رسالتهم الإصلاحية؛ فكثيرا ما كان يقول الشعر الحساني ( لغن ) في نصح بنيه وتوجيههم وكأنه ينهج نهج المثل العربي القديم " إياك أعني واسمعي يا جارة " كما كان يقول الشعر في انتقاد بعض القيم المستجدة على مجتمعه بأسلوب رزين وهادئ : 
              يا مُحَمْدَ الفخيمْ .. الْخيـــــمْ       في الطّاعة مَعقودْ اُوالاحسانْ
              اُهـــــاذُ هومَ يــــالـفخيــــم        محمد، دائـــعمُ الانســـــــــانْ

وسعيا منه إلى التأثير وتركيز جرعاته الإصلاحية كان شعره عبارة عن  مقطوعات صغيرة تيسيرا للحفظ وتركيزا على المضمون إلا إذا استثنينا بعض مقطوعاته في وصف رحلة حجه وبعض نصائحه لابنه ، ولا يخلو شعر الشريف محمد غلام  من مرح ودعابة واضحتين في ثنايا شعره، دون أن يفقده ذلك قوته التوجيهية وتركيز مضمونه الإصلاحي :
                    ماخالق ش ما يَنْجبَرْ     مَاسخْ عَاقَبْ لَحلاوَه
                    كُونَ البشاشَه واصْبرْ     والصَّدْقَه وَالتـــلاوَه

 وإذا كان الشعر كما يقال مرآة للمجتمع فإنه مرآة لشخصية صاحبه أولا وقبل كل شيء ، وانطلاقا من هذه النظرية فإننا إذا ما حاولنا أن نستعيد الصورة الافتراضية لملامح شخصية الشريف محمد غلام من خلال قاموسه اللغوي وأساليبه الشعرية واتزان إيقاعها الموسيقي وانتجاعها للإصلاح في مظانّه المحتلمة سوف نكتشف أن من مميزات تلك الشخصية: الهدوء، والانسجام النفسي، وقوة الملاحظة ، والاتزان الأخلاقي، وكرم النفس ، والإباء ، والبعد عن القول الفاحش، وإيذاء الناس لأي سبب كان :
                    قلّّلْ في المزاح اخبارك    وتبشّشْ والهِ خطّــــارك
                    واتفكّدْ عَزْرِيكْ اُوجَاركْ    ِولَ قَلّْ الْمَ في الحسيانْ
                  عود السترَ هي نــــارَكْ      وافطنْ هيَ خيرْ النيرانْ
ويقول أيضا :
                     لا تعود بْخيرك فقّادْ        لا تعـــود امْنادم عقّـاد
                    لا تعودْ فْ لَيْلَكْ رقَّّاد       لا تْحـــامــــر مــدَّ ملُّ
                     لا تعود لْوجهك عقّأد        تــم واحِلْ رَيتُ ســلُّ
                     لا تعوْد امْنادم شكّاي        لا تعودْ لْْجارك بكّاي
                    لا تعودْ الْْخيرك حكّاي      شــــرّْ فات اُ عقَّد حلُّ
                    لا تْعودْ لخاسر نكاي       فـــُــمْ شفتُ ناشِفْ بلُّ

لم يسجل الشريف شعره على عادة أدباء مجتمعه ، وإنما كان يعتمد في حفظه على حافظته المدربة على الحفظ منذ نعومة أظفاره ، وذاكرة المعجبين به من حوله ، ولا شك أن كثيرا منه قد طواه النسيان ولفه الضياع، وما وصل إلينا منه عبارة عن قطع معدودة سجلها بعض الخيرين في ورقات على الآلة مخافة أن تضيع بغياب من يحفظونها فكانت الورقات التي حوتها قليلة في حدود 40 صفحة وقد تناولت أغراضا شعرية شتى؛ منها: الوصايا، والنصح ، والتوجيه ، والحث على طلب العلم والمعرفة، وإكرام الضيف، والجار، والتحلي بروح الأخلاق الإسلامية، والبكاء على الأطلال، ووصف سفره إلى الحج، وسوف نعرض لبعضها في وقت لاحق، بحول الله تعالى  :

               خَاطر جان يَسوَ فَ امْجيه        مانِ كاره لُ بــــــعد آنَ
               اُولا مُحرّم فَ البيت اعْليه        كــون الِّ حــرَّم مـــُلانَ
             وِلَ عـــــــــاد الِّ كاع اِدَورْ        لـِعانَ فِ الدين اٌو مجبور
              اعـْل لِعبادَه ذاك الصــــــور       الِّ فيه احْن ذو واســـانَ
              مـــــلانَ نبغوه اُ مـــــــنشور      افــــــراشُ بعدِ اِلَ جــانَ

وله في شأن اللحية :
                    اموصّ شباب الملَّه      وصيّ مــــافــيه زلَّه
                    باللَّحْيَ : يسْوَ تُخلَّ       ما يسوَ حدِّ  اِحسَّنــــهَ
                    والِّ حسّنهَ بعـــدَ الَّ       يعــرف عنُّ ما حسَّنهَ


ونختم بهذه الطلعة التي ينتقد فيها بعض الظواهر والمسلكيات الاجتماعية :
         
         احدّ اقبيلْ اصغيرْ اِلَ عَادْ        غــــالِ مُغلّ قــام اصـْــلُ
        خَلّيلُ لُكِيلْ وُلَقْعـــــــــــــادْ        واللَّ انــتَ وْهُو تَفتصـــلُ
         ظَفّيــــــلُ زاد البـــــــــاسُ        كـــَانَكْ تَسلك مـن بـــاسُ
         شرشمل وازْليلُ كـــــــاسُ       واللَّ مَــن كاسَكْ نبّصْــــلُ
         واحْذرْ حتَّ من تنقـــــاسُ       وِيلَ شفت الرزْقْ اطْلصلُ
        رَاهُ فَمّْ اِقَلْ انْــــــــــــعاسُ        يتحككْ وِظــــهّرْ فَصْـــــلُ
        وصْلِ اِدَوْرْ اتْقومَ احساسُ        يتْلقَّ وِفــــَرَّط فاصْــــــــلُ

وإلى لقاء قادم -  بحول الله  ـ مع بعض ( اطلع )  الشريف محمد غلام رحمه الله ، دمتم بخير ، والسلام عليكم ،،،

كاتب الموضوع

يحيى البيضاوي

3 تعليق على موضوع : صناع الموزون في المهجر

  • اضافة تعليق
  • بارك الله فيك استاذ يحي حقيقة لا يعرف اهل الفضل الا اهل الفضل رحم الله الشيخ وسكنه فسيح جنته

    ذااااااااااااااااااااااااك جدي رحمة الله عليه

    رحمة الله عليه هوجدي و أفتخر


    الأبتساماتأخفاء الأبتسامات



    إتصل بنا

    التسميات

    أعلن هنا

    عدد زوار المدونه

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    نبض اليراع

    2023