صور فوتوغرافية نادرة للعلامة / محمد فال بن البيضاوي :

العلامة الشيخ محمد  فال رحمه الله

لا يخفى على القارئ الكريم  المساهمة التي تقدمها الصورة الفوتوغرافية اليوم في كتابة التاريخ، ولذلك كان كثير من الناس ممن  يعون تلك الحقيقة  يوثقون حياةَ أشخاصِهم ، من لحظاتها الأولى ، في صور مطبوعة محفوظة.  بيد أن  الموريتاني  لا يزال في معزل عن ذلك  كله  غير آبه  بذلك النوع من التوثيق ، فكثيرا ما كان المشايخ يرفضون التصوير لقناعتهم بحرمته،
بل كانوا يطاردون الصور على المعلبات الفارغة  شطبا وشخطا مساهمة منهم  في إزالة ما يعتبرونه منكرا، أحرى أن يساهموا هم أنفسُهم في اقتنائها وحفظها .
وما كانوا يقبلون بالتصوير إلا للضرورة القصوى ؛ كاستخراج وثائق السفر خصوصا  أثناء الحج ونحوه .

لهذا فقدَ تاريخُنا الحديث والمعاصر كثيرا من الأسانيد الداعمة المتمثلة في الصور بسبب هذه النظرة التي تزدري الصورة ولا تقيم لها أي اعتبار ، و كانت الصور التي استطاعت كسر ذلك الحصار قليلةً جدا ونادرةً جدا وهي أحيانا تكون أغلى من الذهب حسب محتوياتها واللحظة التي توثق لها .

واليوم أتحف القارئ الكريم بثلاث صور نادرة للعلامة الأديب الشيخ / محمد فال بن سيدي محمد ولد البيضاوي  عثرت عليهما في تدوينات لبعض أحفاده أسال الله أن  يبارك فيهم جميعا وأن ينفع بهم إنه سميع مجيب .

الشخ : محمد فال ولد البيضاوي ـ رحمه الله تعالى .

الشيخ محمد فال حسبما ذكر حفيده الأستاذ بلال محمد فاضل ما يابى  في تدوينته : هو من مواليد سنة 1905 في المدينة المنورة . وهي معلومة أعتقد أنها تحتاج إلى تدقيق فإذا كان  تاريخ الولادة هذا صحيحا  فإن مكانها  سيكون في موريتنايا وليس في المدينة المنورة ؛ لأن الهجرة الشهيرة لبعض رجال الحي نحو الديار المقدسة  كانت في حدود سنة 1906 وكانت تلك الهجرة من الشهرة بمكان حيث ضمت أقمارا بل كواكب مضيئة  فبالإضافة إلى والد المترجَم  له  سيدي محمد بن البيضاوي وأخيه  الشاعر الأريب محمد محمود بن البيضاوي كان من بين الزعامات الروحية والعلمية  التي تتصدر الوفد المهاجر يومئذ : أبناء مايابى كالعلامة الشيخ محمد الخضر وأخيه العلامة المحدث الشيخ محمد حبيب الله  والشيخ محمد العاقب .. وغيرهم  - رحم الله الجميع -  وكان في الوفد عمة المترجَم له السيدة خديجة بنت البيضاوي ، وقد ذكرها النحوي في كتابه المنارة والرباط  ضمن النساء العالمات اللواتي تصدرن للإقراء والتعليم .

صورة للشيخ محمد فال مع الملك الحسين بن طلال

 وهو يحتضن مولوده  الجديد آنذاك (  الملك عبد الله بن الحسين حاليا )  ليبارك له فيه

الشيخ محمد فال اخذ العلم عن الشيخ محمد الخضر والشيخ محمد حبيب الله ونال منهما أسانيد وإجازات في الفقه والأصول واللغة وعلوم الحديث ، ثم  تولى القضاء في الدولة الاردنية وكان الإمام الخاص للعاهل الأردني بالإضافة إلى كونه عضوا بمحكمة الاستئناف الشرعية ، وعضوا في الهيئة العلمية الإسلامية بالقدس، وعضوا كذلك  في رابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة ، ثم المدير العام للمحاكم الشرعية في المملكة الأردنية الهاشمية وهو المنصب الذي ظل يشغله  إلى أن توفاه الله في يوم الجمعة الموافق: 05/03/1976 ودفن في المقابر الملكية بالعاصمة عمان .

خلف  الشيخ محمد فال – رحمه الله تعالى -  أبناء  وبنات  وهم:  

-          محمد الأمين
-          أحمد
-          محمد الراضي
-          مطيع
-          محمود
-          يحيى
-          فاطمة
-          مريم
-          فردوس
ولم يبق  من الرجال على قيد الحياة سوى اثنين هما : الأستاذ مطيع وهو محام والشيخ محمود وهو قاض متقاعد وهما الآن في العاصمة الأردنية عمان ، أسأل الله أن يمد في عمريهما مع  الصحة والعافية .  أما البنات فاثنتان منهن في السعودية وواحدة في موريتانيا . أسأل الله الكريم أن يبارك في الأحياء وأن يرحم الأموات إنه سميع مجيب .

 

الشيخ محمد فال بن البيضاوي مع الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود ـ رحمهما الله تعالى

يذكر أن محمد فال كان قد زار موريتانيا بعيد استقلالها بقليل رفقة ابن عمه وصديقه المقرب الشيخ محمد الأمين بن الشيخ محمد الخضر ابن مايابى – رحمه الله - الذي كان ، آنذاك ، عضوا في مجلس الوزراء  الأردني .

لم أعثر – للأسف الشديد - على ديوان مطبوع للشيخ محمد  فال وإن كنت قد عثرت له على قصائد متفرقة لا زلت أعمل عليها للتحقق من نسبتها والاستزادة منها ، وسوف أعرض نماذج منها فور حصول المراد من البحث والتنقيب إن شاء الله تعالى .

رحم الله السلف وبارك في الخلف إنه سميع مجيب ،،،