نبض اليراع نبض اليراع
twetter
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

وزارة الشؤون الإسلامية : ومن الحب ما قتل ..!

موسم الحج مسوم له خصوصيته الدينية والنفسية والاجتماعية، وهو موسم بالغ الحساسية ليس على مستوى الأفراد الذين قرروا الانفصالَ عن أوطانهم وبعادَ ذويهم من أجل أداء شعيرة مقدسة تعيدهم كيوم ولدتهم أمهاتهم صفحاتٍ بيضاءَ قد تم تصفير حساباتهم من الخطايا والآثام ، وإنما هو موسم كذلك ذو حساسية أيضا لدى الدول نظرا للأعداد الكبيرة التي تغادر وتعود لأوطانها في أيام معدودة ، بعد أن تشارك في مهرجان سنوي أصبح لدى كثير من الدول الإسلامية سياحة ونزهة قبل أن يكون شعيرة ونسكا .
ونظرا لكثرة الزوار وضيق الوقت ومحدودية المساحة الجغرافية المقصودة فإن السلطات القائمة على تنظيم هذا الموسم أصبحت تحسب حسابات الوقت والمساحة بأجزاء الثواني والسنتيمترات حتى لا تخسر وقتا أو شبرا من الأرض هي بحاجة إليه لتفويج حجاج وتميرير زوار وتسهيل خدمات يتقاطر عليها الملايين من البشر من شتى الجهات ومختلف الأعراق والأجناس ، حتى أن التخطيط للحج بما فيه دخول الحجاج وتفويجهم و إسكانهم ومغادرتهم أصبح كل ذلك  تتم برمجته  بأشهر عديدة قبل بداية موسم الحج ، والمتتبع بالعين المجردة للمطارات السعودية التي لها علاقة باستقبال الحجاج ومغادرتهم  يدرك أن حركة الطيران إقلاعا وهبوطا تتوالى على مستوى الدقيقة ، مما يعني أن أي تأخر في تنفيذ أي جزء من هذه البرامج المسجلة منذ أشهر يعتبر خللا يسيء إلى أولئك الذين بذلوا كل ما في وسعهم لتنفيذ خطط أخذت من وقتهم ومالهم و جهدهم الشيء الكثير، ولن يتم تدراكه وإصلاحه إلا على حساب ترتيبات أخرى ...  وهكذا دواليك .
والملاحظ ـ للأسف ـ أن وزارتنا المحترمة المعنية بشؤون الحج في بلادنا الغالية مصممة على أن تتجه دائما في الاتجاه المعاكس وبالسرعة التي يسير بها الآخرون نحو الأمام ، وخسارتها اليوم في تنفيذ رحلاتها ليست مجرد خسارة بل هي أكثر من خسارة ؛ فهي خسارة لوقت وجهد وترتيب انتهى إلى العدم ، وهي خسارة لتجربة ضيعتها مع نفس الشريك الناقل الذي كانت صيحات حجاجنا تتعالى منه بالأمس لبطء حركته وضعف جاهزيته و الكلام معروف حتى نهايته ، فهذه هي الشركة التي عطلت رحلات حجاجنا السنة الماضية وهي التي ضيعت وقتهم الثمين في الذهاب و العودة ، وهي التي رفض مطارنا الدولي استقبال بعض طائراتها بسبب سوء وضعها الفني والتقني وتقادم عمرها في الخدمة ... فكيف يقبل أن تعود الوزارة  اليوم لنفس الجحر الذي لدغت منه بالأمس طائعة مختارة ؟ فهل هي تفعل ذلك لانعدما حسها الوطني وتبلد مشاعرها تجاه مواطنيها ؟ أم تفعل ذلك تحت ضغط جهات داخلية وخارجية لها حساباتها ومقايضاتها ولو على حساب مصالح ضيوف الرحمن ، بل وعلى حساب حياتهم أيضا ؟
لست أدري ما هو موقف القيادة الوطنية مما يتكرر كل سنة في هذه الوزارة ، ولست أدري ما إذا كان هذا العنوان " وزارة الشؤون الإٍسلامية و التعليم الأًصلي " أصبح جزءا من مستلزمات شرطية عالم النفس الشهير "بافلوف"  يثير الكآبة ويجلب الغثيان ـ على الأقل ـ لحجاجنا .  والسؤال  الملح : هل سيؤثر هذا العشق الجنوني بين الوزارة وخطوط ناسا على مسؤولية الوزارة عن الحج مستقبلا أم أن الوزارة ستواصل هوايتها مع شركائها .. ولو أطاح ذلك برؤوس الحجيج كما أطاح بجيوبهم من قبل .. فمن الحب ما قتل ..!!

كاتب الموضوع

نبيض اليراع

1 تعليق على موضوع : وزارة الشؤون الإسلامية : ومن الحب ما قتل ..!

  • اضافة تعليق
  • أحسنت يا دكتور وأنا أبدل العنوان ومن الب ما قتل أبدله بعنوان أخرى هو ومن الفساد ما قتل وأعلم أنك تقصد الفساد ولكنك لا تريد التصريح به فلمحت إليه شكرا لك


    الأبتساماتأخفاء الأبتسامات



    إتصل بنا

    التسميات

    أعلن هنا

    عدد زوار المدونه

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    نبض اليراع

    2023