نبض اليراع نبض اليراع
twetter
recent

آخر الأخبار

recent
recent
جاري التحميل ...

نحن والعسكر ( مَكْرَهْنِ بِيكْ يَا شَيْخْ أُمَغْلَ أعْلِيَّ لَبْنْ أنْعَاجَكْ ) .. !

تتظاهر الشعوب العربية بأن العقدة الكبرى التي تَحُول بينها وبين شاطئ الديمقراطيات الخضراء هي عقدة العسكر وهي المصيبة الكبرى والطامة الأدهى ... والمتأمل في الواقع العربي يدرك بجلاء تلك العلاقة الوطيدة بين ذوي الأحذية الكبيرة والسياسة ؛ حيث ظلت تلك الجيوش تدير دفة القيادة بشكل مباشر أو غير مباشر في معظم البلدان العربية ما بعد الاستعمار.
ولو استبعدنا العواطف ولغة المصالح الخاصة لأدركنا أيضا أن المؤسسة العسكرية هي أكثر المؤسسات العربية تنظيما وانضباطا ، وهي التي ظلت تحشر أنفها في كل الأزمات المستعصية ولولاها لظلت معظم البلدان العربية تحت وطأة الصراعات العرقية و المذهبية والحزبية إلى ما شاء الله .
وإذا ما واصلنا النقل الأمين عن الغرب الديمقراطي فإننا ندرك بجلاء أن المؤسسة العسكرية في الغرب هي التي وضعت عربة بلدانها على سكة الديمقراطيات الحديثة ، وهي التي أنجزت مؤسساتها وأشرفت على تأسيس الممارسة الديمقراطية وترسيخ ثقافتها ، خصوصا في فرنسا ( الراعي الأول لدول المغرب العربي ) ابتداء من نابليون وحتى ديكول الذي لا زال حزبه في فرنسا من أكبر الأحزاب و أكثرها عراقة في الممارسة الديمقراطية ..
أَحرامٌ عَلى بَلابِلِهِ الدَو حُ حَلالٌ لِلطَيرِ مِن كُلِّ جِنسِ
إذن .. أين المشكل .. ؟
أنا من دعاة التخصص وحيث ينشغل كل ذي تخصص بتخصصه ، وعليه ينبغي أن يكون العسكري ملتزما بواجباته العسكرية مستعدا لنداء الواجب في أي لحظة ، تاركا السياسية للسياسيين ، لكن لا بد أن ندرك أن مرحلة التأسيس تشكل استثناءً ، وهي تحتاج إلى كل السواعد وكل العقول ، وأحيانا تمّحي في ثناياها الحدود وتتداخل المصطلحات فليس من المنطقي أبدا أن نحرم الشعوب من قدرات فلذات أكبادها التنظيمة الهائلة، وخبراتهم الإدارية العالية، وتخصصاتهم الأكاديمية المميزة لا لشيء إلا لأنهم عسكر ..! خصوصا وأن البديل للأسف قطعان تتعارك بغية مصالحها الحزبية أو الفئوية أو القبلية عاجزة إلا عن ما تلتهمه أو تحتوشه تسعى لإفساد البلاد و العباد ، فهذا إفلاس في المنطق لا يقول به ذو عقل .
هل كان أحد يتوقع أن يزول ولد الطائع بدون تدخل الجيش ؟ وهل كان أحد يتوقع رحيل هيدالة من قبله دون تدخل من المؤسسة العسكرية آنذاك ؟ و تعالوا معي ننظر في بلدان قريبة منا كتونس مثلا وليبيا ومصر .. فلو لم تتدخل القوات المسلحة أثناء ما سمي بـ "الربيع العربي" هل كانت ثمة آمال، تستحق المراهنة، في إنهاء تلك المظالم ووضع حدّ لها ؟

إن الديمقراطية ثقافة ، وقيم ، وأخلاق ، قبل أن تكون ممارسة . ونحن قوم بداة صفر اليدين من هذا كله وبحاجة ماسة إلى مؤسسة مهابة ترعى تلك البيئة وتتعهد بذورها ، وقادرة على حماية مخرجاتها الوليدة واستنبات تقاليد التغيير السلمي وترسيخ ثقافته الديمقراطية فيها ، وبمجرد أن تتجاوز بلداننا آلام المخاض وعسر الولادة وتقف مؤسساتها على سوقها ، فلن تجد عسكريا يهم بدخول القصور الرئاسية إلا لتكريمه أو لأداء واجب الاحترام و التقدير لقادة الأمة وساستها .

كاتب الموضوع

نبيض اليراع

0 تعليق على موضوع : نحن والعسكر ( مَكْرَهْنِ بِيكْ يَا شَيْخْ أُمَغْلَ أعْلِيَّ لَبْنْ أنْعَاجَكْ ) .. !

  • اضافة تعليق

  • الأبتساماتأخفاء الأبتسامات



    إتصل بنا

    التسميات

    أعلن هنا

    عدد زوار المدونه

    جميع الحقوق محفوظة لـ

    نبض اليراع

    2023