يناير 20, 2016
يحيى البيضاوي
 |
| الشيخ : يحيى محمد الخضر ما يابى |
ذات يوم من أيام الله الخاصة اتصل عليّ مستفت متوترا فى إحدى المناسبات الرسمية ، فقال هل يجوز أن نقول رضي الله عن فلان وهو غير صحابي؟ فقلت له يجوز ذلك على سبيل الدعاء، ويحرم على سبيل الإخبار، لأنه من القول على الله بلا علم , الذى حرمه الله فى القرآن لكن المقصود من هذه الصيغة غالبا عند الناس الدعاء ، وهو أسلوب عربي فصيح شائع .
فقال باستخفاف واستهجان هذه أول مرة نسمع فيها مثل هذا!! طيب ! وما الدليل ؟ قلت له : الدليل على هذا قول الشاعر توبة الحميري فى محبوبته ليلى :
فقال باستخفاف واستهجان هذه أول مرة نسمع فيها مثل هذا!! طيب ! وما الدليل ؟ قلت له : الدليل على هذا قول الشاعر توبة الحميري فى محبوبته ليلى :
عفا الله عنها هل أبيتن ليلةً ** من الدهر لا يسري إلي خيالها
وقولها هي فى توبة :
وعنه عفا ربي وأصلح حاله ** فعزت علينــــــــــا حاجة لا ينالها
فثارت ثائرته جدا فقال: "أنت تفتى بالشعر؟ فتجاهلت ذلك منه وقلت له : إن عفا الله عنك ، تساوي رضيَ عنك فكل من عفا ورضي فعل ماض ... ولم أزل أحاوره بهدوء حتى فهمته أنه أسلوب عربي ولا سبيل للاستدلال عليه وإثباته إلامن كلامهم وهذان شاعران عربيان فصيحان ، فاستحسن ذلك جدا ودعا بخير وكان هناك بعض الحاضرين استحسن الجواب فى ذلك الظرف الخاص .
أما الصحابة فحكمهم مختلٍفٌ فمن ثبت منهم أن الله رضي عنه كأصحاب البيعة الذين قال الله فيهم لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنْزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً) (الفتح:18) ومن قال فيهم ( وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) (التوبة:100) و من ثبت له مثل ذلك بالسنة كالمبشرين بالجنة ، يجوز إطلاق رضي الله عنه عليه ،كما ثبت ، سواء على سبيل الإخبار، أو الدعاء، أما من لم يثبت له الرضا فإطلاق رضيَ الله عنه عليه محمول على الدعاء، لا على الإخبار . . والله أعلم .
تصنيف : أقلام أعجبتني
0 التعليقات:
إرسال تعليق