مارس 17, 2016
يحيى البيضاوي
 |
د. محمد المصطفى مايابى
|
كثيرة هي تلك المساجلات الشعرية التي تحدث بين أهل الود من الشعراء والأدباء ؛ وأحيانا بين ذوي الرحم والقربى من الأوداء والأصفياء ؛ والتي يطلق عليها بعض الباحثين مصطلح " الإخوانيات"
وفي هذا السياق نورد هذه المساجلة التي جرت بين العلامة الأديب محمد البيضاوي بن سيد بن مانة الله " باشا تاردانت" وخاله - وشيخه وابن عمه - محمد محمود بن البيضاوي شهيد معركة " كردوس "
في
سوس الأقصى ضد الاستعمار الفرنسي ؛ وهي مساجلة من الشعر العذب الرائق لما
حملته من عاطفة جياشة وشوق دافق فياض من لدن الشاعرين الأديبين :
يقول محمد محمود بن البيضاوي وكان البادئ :
يقول محمد محمود بن البيضاوي وكان البادئ :
يا من له الود منا حيثما كانا
ودا به ليس من في الناس (جاكانا)
ومن عن العهد منه لا نحيد ولا
نخونه أبدا لو كان ما كانا
يا حبذا (سوس) لما صرت ساكنه
(باشا ردانة)فيها زنت سكانا
فحيث ما كنت لا تنفك أكرمنا
نفسا وأحسننا خلقا وأزكانا
عسى القضاء بقرب منك يضحكنا
وفق المرام كما بالبين أبكانا
ومن سلامي عليك الدهر أطيبه
ما طاب أصلك في أصل (لجاكانا)
وقد أجاب محمد البيضاوي ( الباشا) بما يلي :
هذا القريض لعمر الله أبكانا
دما وإن كان ياقوتا ومرجانا
نبكي على رحم ياشد ما لعبت
بها يد البين أزمانا فأزمانا
من رام لم شتيت من أواصرها
يروم في الناس طغيانا وبهتانا
فلو رأت "فرقة الأنجال" (فاطمة)
سحت مدامعها وجدا وتحنانا
يا ليت ريح الصبا هزت خمائلهم
ووجهت شطرنا روحا وريحانا
يا ليت شعري هل يصفو الزمان لنا
حتى نجر بجمع الشمل أردانا
لعل نظم عميد من جوانحه
شوقا يفتق في (كردوس) آذانا
فيرسل (المصطفى) أبناء والدنا
والله يجزيه غفرانا وشكرانا
يذكر أن هذه المشاعرة تمت بعد تولي البيضاوي مسؤلية " الباشا " في إقليم تاردانت سنة 1930 في حين ما يزال معظم أقاربه وأرحامه مقيمين مع أهل الشيخ ماء العينين بكردوس آنذاك ؛ ومنهم خاله محمد محمود هذا ويظهر فيها تطلع الباشا إلى سماح خليفة الشيخ ماء العينين آنذاك الشيخ مربيه ربه بن الشيخ ماء العينين (المصطفى) لهم بالمغادرة إليه في تاردانت.
ـــــــــــــــــ
منقول من صفحة الدكتور محمد المصطفى
تصنيف : قرأت لكم
0 التعليقات:
إرسال تعليق